أين هيبة القانون؟ أين ضمير الإنسان؟

أ.د. سوسن صالح الحضرمي
أستاذة القانون الخاص – وناشطة في قضايا العدالة وحقوق الإنسان:
قُتل بدمٍ بارد… إلى أين وصل بنا الحال؟
قُتل بدمٍ بارد اليوم الخميس الموافق ٢٣ اكتوبر ٢٠٢٥ في مدينة التربة بتعز ولم يمضِ على تخرجه من كلية الحقوق جامعة تعز شهر واحد.
عبدالرحمن نجل القاضي القاضي عبدالحكيم النجاشي في مقتبل العمر، شابا يحمل أحلامه الكبيرة، وينتظر دوره ليكون صوتًا للعدالة.
ابن قاضٍ، وأخ لعبدالله وزاهد جميعهم كانوا طلابي وحاليا يتلقون العلم بالمعهد العالي للقضاء… من عائلة عُرفت بالعلم، وبالأخلاق، وبالقيم.
لكن رصاصة الغدر لم ترحم حلمه، ولا مستقبله، ولا ابتسامة والدته التي كانت تنتظر لحظة فخره ببدلة المحاماة أو القضاء.
أي زمن هذا الذي تُزهق فيه الأرواح بهذه السهولة؟
أين هيبة القانون؟ أين ضمير الإنسان؟ و الأخطر ذلك أن يُحرّض على القتل من يفترض أن يكون رمزًا للعدالة!
أي عدل هذا الذي يُبنى على الكراهية؟ وأي ضمير يبرر سفك الدماء؟
صرنا نصحو كل يوم على جريمة جديدة تهزّ الأبدان، لكن لا تهزّ ضمائر القتله، ولا تحرّك ساكنًا في وجدان المجتمع.
لقد أصبح القتل اليوم مشهدًا عابرًا، والدم يُراق دون خوف من حساب أو عقاب.
إنه سقوط أخلاقي وإنساني، وانهيار خطير في منظومة العدالة والوعي.
وعليه، ندعو جميع المؤسسات القضائية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني إلى الوقوف بحزم ضد خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتفعيل القوانين الرادعة لحماية حياة الإنسان وكرامته.
كفانا صمتًا،
كفانا تبريرًا،
كفانا اعتيادًا على الدم.
العدالة لا تُقام بالصمت… والإنسانية لا تُصان بالتبرير.





